أعلنت السلطات الصحية الأميركية تسجيل نحو 107 آلاف حالة وفاة جراء جرعات زائدة في البلاد خلال العام الفائت، مقابل أكثر من 111 ألف حالة في العام 2022، مما يشكل انخفاضاً بـ3%، بحسب أرقام أولية. و يشكل الفنتانيل، و هو مادة أفيونية اصطناعية قوية جدا و مسببة للإدمان، السبب الرئيسي في أزمة الوفيات بجرعات زائدة التي تضرب الولايات المتحدة راهناً. وتوفي أكثر من 100 ألف أمريكي بسبب جرعة زائدة من المخدرات في عام 2021، وأكثر من 75% من تلك الوفيات كانت بسبب المواد الأفيونية، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. و كانت غالبية الوفيات الناجمة عن المواد الأفيونية من المواد الأفيونية الاصطناعية، و التي تشمل الفنتانيل. بينما تضاعف معدل الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة التي تنطوي على الفنتانيل أربع مرات تقريبًا بين عامي 2016 و 2021 في الولايات المتحدة. من هنا، سعت إدارة بايدن إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد تجارة الفنتانيل.
يبدو أنّ أزمة المخدرات في الولايات المتحدة قد اتّخذت منحى جديداً الأسبوع الماضي، ففي مشهد مروع بمتنزه «نيو هيفين غرين» في ولاية كونيتيكيت، انهارت أعداد كبيرة من الناس ونُقلوا إلى غرف الطوارئ بالمستشفيات، بعد معاناتهم من مضاعفات تعاطي الماريغوانا الاصطناعية.
وجاء في نص افتتاحية صحيفة «واشنطن بوست»، أنّه حسب التقديرات الأولية لمراكز «السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها»، لقي أكثر من 107 ألف شخص حتفهم نتيجة جرعات زائدة في الولايات المتحدة العام الماضي، بزيادة 9.5 في المائة عن العام السابق.
يرجع سبب الزيادة إلى الجرعات الزائدة من مخدر «فنتانيل» الاصطناعي القاتل، الذي جرى تحويله مؤخرا إلى هيروين وكوكايين.
ويعدّ هذا المخدّر الاصطناعي شبيها بمسكنات الألم، لكنّه أقوى تأثيراً 50 إلى 100 مرة من مخدر المورفين، و يمكن وصفه بطرق مشروعة لحالات مثل مرضى السرطان، لكنّ غالبية الجرعات الزائدة و الوفيات تحدث نتيجة للتصنيع غير المشروع له، الذي يباع في الشوارع نظراً لتأثيره القريب من الهيروين، و لأنّه غالبا ما يجري خلطه بمخدر الهيروين أو الكوكايين، سواء بعلم المستخدم أو من دونه.
تعتبر الصين مصدر المخدر الجديد، و تحتكر المكسيك تجارته، فيما توجد بعض معامل إنتاجه بالولايات المتحدة، ويعد مزيج «فنتانيل وهيروين» السبب الرئيسي لارتفاع معدلات الوفيات. تتمثل الأزمة الثانية في تدفّق مسكنات الألم المحظورة من بين أيادي الأطباء والصيادلة لأشخاص يسيئون استخدامها كمخدرات. و في الوقت، الذي لم تحل الأزمة، فقد ظهرت بعض الأدلة على معدلات الوفيات، و وصلت إلى الذروة على الرّغم من محاولات السيطرة عليها و لا تزال تشكل مشكلة كبيرة.
تفوق أعداد ضحايا الجرعات الزّائدة من المخدرات في الولايات المتحدة أعداد ضحايا حوادث السيارات، و لأنّه لا يتعيّن على السّلطات في البلاد التعامل مع الأمر، كما تتعامل مع غيره من الأزمات.