ژوندۍ
ژوندۍ
spot_img

وروستی خبرونه

كلمة رئیس الهیئة العالمیة لأنصار النبي ـ صلی الله علیه وسلم ـ الدکتور محمد الصغیربمناسبة الذکری الثامنة لاستشهاد الملا أختر محمد منصور رحمه الله

الحمد لِله، و الصَّلاة و السَّلام علی سیِّدِنا رسول الله، صلی الله علیه و علی آله و صحبه، و مَن ناصره و اهتَدی بِهداه…
المجاهدون الأفغان، و في القَلب مِنهم الإمارة الإسلامية، استطاعوا بعد عشرین سنة من الجهاد المتواصِل أن یهزموا أکثر أربعین جیشًا، الذین جاؤوا مع الولایات المتحدة الأمریکیة لاحتلال أفغانستان و السَّیطرة علی مقدَّراتِها.
هذا النفس الطویل، و هذا الجهاد المُستمِر بعد جهاد الروس و هزیمة الاتحاد السُّوفیتي في عشْر سنواتٍ، مکَّن لهذه الأمة المُجاهِدة من خلال قادة کِبار قادوا هذا الجهاد.
المؤسس هُو المُلا محمد عمر أمیر المؤمنین رحمه الله، الذي قادَ هذه الحرکة و التي أسَّسها علی نورٍ و بصیرةٍ و جِد و اجتهادٍ حتی لقِيَ ربه، بعد أن أدَّی ما علیه…
تولَّی الأمانةَ بعده الملا أختر محمد منصور، رحمه الله ، أَيْ تولَّی بعد أمیر المؤمنین المُلا محمد عمر رحمه الله .
من هذا الرجل الذي تولی في فترة الحربِ و استشهد فیها؟
و تحُلُّ في هذه الأیام، في الثاني و العشرین من مایو الذکری الثامنة لاستشهاده…
الملا أختر محمد منصور شاه محمد، وُلد في عام 1963 في قریة بندي تیمور التابِعة لِولایة قندهار الشهیرة لعائلة معروفة من عائلات البشتون.
و تلقَّی تعلیمَه کسائر أبناء أفغانستان في المدارس الدینیة و تخرَّج مِنها ؛ و کان أحد الأَذرع القویة المؤسِّسة للإمارة الإسلامية مع أمیر المؤمنین المؤسس الملا محمد عمر رحمه الله و یُعتبر المُلا أختر بعد أن حکمتْ الإمارة الإسلامية في المرة الأولی عام 1994 لِلمیلاد.
کان من أَعمِدة الدولة؛ و تولَّی عدة مسؤولیات قبلَ الاحتلال الأمریکي و الغربي و الناتو لأفغانستان مرة أخری…حُکم الإمارة الإسلامية استمرَّ مِن عام 1996 لِلمیلاد إلی 2001 للميلاد، خمس سنوات حكمت فيها الإمارة الإسلامية.
شغَلَ فيها الملا أختر مَنصِب وزير الطيران، و بعد دخول الأمريكان و الاحتلال” تولَّی أيضا بعض المناصب القيادية إلى جوار الملا محمد عمر _ حفظه الله_, فكان عضوا في مجلس الشورى و بعد اعتقال الملا برادر الذي کان نائبا للأمير المؤمنین و نائب رئیس الوزراء حالیًا و کان مسؤولًا عن مجلس الشوری، و حلَّ محله المُلا أختر محمَّد منصور.
بعد دخول قوات الناتو أمریکا و احتلال أفغانستان، بدأ الأفغانُ المرحلة الجدیدة التي استمرت 20 سنةً، و کان المُلا أختر منصور أحد قادة هذا الجهاد ضِد الأمریکان.
و ذکرت مصادر الأمم المتحدة؛ أنه أُعتقل في باکستان، ثم أُعید إلی أفغانستان في عام 2006 للمیلاد؛ و هنا أصبح مسؤولًا مباشرًا في الإمارة الإسلامية و في الجهاد الأفغاني عن عِدة ولایات؛ منها: قندهار و ظلَّ هذا حتی مایو من عام 2007 للمیلاد؛ إلی جوار نشطة في ولایات أخری؛ مثل ولایة خوست؛ و تذکر المصادر علی نُدرتها أنَّ الملا أختر منصور ـ رحمه الله ـ عملَ في قیادة الإمارة الإسلامية في فترة الجهاد ضد الأمریکان و تولی رئاسة الشؤون العسکریة بمجلس الحرب و استفادَ من خبراته القتالیة السابقة، حیث أنه مِن الذین تشرَّفوا بالجهاد ضد الاحتلال السوفیتي)).
بعد اعتقال الملا عبدالغني برادر في شباط فبرایر من عام 2010، أصبح الملا منصور نائبًا عنه و مسؤولًا مؤقتًا عن مجلس الشوری، ثم عُیِّن رئیسًا لمجلسِ الشوری و نائبًا لرئیس حرکة الإمارة الإسلامية الملا محمَّد عمر ـ رحمه الله ــ، و ذلك في أذار مارس من عام 2010 للمیلاد.
و بعد وفاة أمیر المؤمنین الملا محمد عمر ـ رحمه الله ـ تمَّ الاختیار المُلا أختر منصور في التاسع و العشرین (29) من یولیو تموز من عام 2015 للمیلاد، لیکون خلفًا لأمیر المؤمنین ـ رحمه الله ـ و یکون أمیر المؤمنین الثاني بعد أمیر المؤمنین المؤسس محمد عمر ـ رحمه الله ـ و کان هذا في عام 2015 للمیلاد.
و أعلنتْ الإمارة الإسلامية هذا رسمیًا؛ و یُوجد بیان لِلحرکة باللغة البشتونیة منشور علی بعضِ المواقع الإلکترونیة جاء فیه.
إن مجلس الشوری القیادي، اجتمع مع العلماء و الشیوخ و بعد مُشاورات طویلة عیَّنوا الرفیق القریب، و النائب السابق للملا عمر أختر محمد منصور، أمیرًا جدیدًا لإمارة أفغانستان الإسلامية، و اعتبروه أهلًا للمسؤولیة، نظرًا لما کانَ له مِن سِنین طویلة في تحمُّلِها و في الجهاد ضد السُّوفییت أو ضِد الأمریکان، و لکن الأمریکان استطاعوا من خلال طائرة بدون طیار، أن یغتالوه بالغدر الملا منصور، أمیر الإمارة الإسلامية في هذا الوقت، بعد أن تقدَّمت الصفوف و کان حریصًا علی نیلِ الشَّهادة، و أدَّی دورَه بمنتهی الأمانة و تُوِّجت هذه الجهود بالنصرِ المُبین و بالفتح و استرداد کابل و فتح أفغانستان و اتحدتْ أفغانستان الآن تحت حکومةٍ واحدة لأول مرَّة، لأکثر من 43 سنةٍ.
لم تتحِد أفغانستان تحت حکومةٍ واحدةٍ مرکزیة، إِلا تحت الحکومة الحالیة بقیادة أمیر المؤمنین هِبة الله أخوندزادة، ــ حفظه الله ــ و إخوانَه و وفَّقهم الله لخدمة بلدهم و تحکیم شریعة ربهم و مساعدة إخوانهم المسلمین في کل مکانٍ.
إنه بكلِّ جميل كفيل و هو حسبنا و نعم الوکیل و رحم الله المُلا أختر منصور، أمیر المؤمنین السابق، ـ رحمه الله ـ الذي تمُر هذه الأیام ذِکری استشهاده الثامنة في 22 من مایو ـ، رحمه الله ـ رحمةً واسعةً.
و السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته!