بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أصبح يحيى السنوار المطلوب الأول لدى إسرائيل، إضافة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام.
و أصبح التخلص من زعيم حماس أهم الأهداف الإستراتيجية للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي أطلقت عليها اسم “السيوف الحديدية”، إذ يعتبره مسؤولون إسرائيليون العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الثاني.
يحيى السنوار.. الرجل الذي تخشاه إسرائيل حيا وميتا، فمن هو و أین ولد؟
المولد والنشأة
ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، نزحت أسرته من مدينة مجدل شمال شرقي القطاع بعد أن احتلتها إسرائيل عام 1948 و غيرت اسمها إلى “أشكلون” (عسقلان).
تلقى تعليمه في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة و يتخرج منها بدرجة الباكالوريوس في شعبة الدراسات العربية.
نشأ في ظروف صعبة و تأثر في طفولته بالاعتداءات و المضايقات المتكررة للاحتلال الإسرائيلي لسكان المخيمات.
تزوج في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 من سمر محمد أبو زمر، و هي سيدة غزية حاصلة على ماجستير تخصص أصول الدين من الجامعة الإسلامية بغزة، له ابن واحد يدعى إبراهيم.
الاعتقالات و حياة السجن
اعتقل لأول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي و كان عمره حينها 20 عاما، و وضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر و أعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه و بقي في السجن 6 أشهر من دون محاكمة. في عام 1985 اعتقل مجددا و حكم عليه بـ8 أشهر.
في 20 يناير/كانون الثاني 1988، اعتقل مرة أخرى و حوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف و قتل جنديين إسرائيليين، و قتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، و صدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عاما).
أطلق الاحتلال سراح 1027 أسيرا فلسطينيا في صفقة ضخمة سمَّتها المقاومة “وفاء الأحرار، وشملت الكثير من أسرى حركات “فتح” و”حماس” و”الجهاد الإسلامي” وغيرهم. من بين كل أولئك الأسماء، كان ثمّة رجل استطاعت المقاومة انتزاعه و ندمت إسرائيل كثيرا على إطلاق سراحه فيما بعد ، وهو “يحيى إبراهيم حسن السنوار”.
النشاط السياسي والعسكري بعد السجن
أطلق سراح يحيى السنوار عام 2011، وكان واحدا من بين أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ضمن ما سمي صفقة “وفاء الأحرار”.
وتمت الصفقة بعد أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط في الأسر بغزة، ولم تنجح إسرائيل خلال عدوانها الذي شنته على القطاع نهاية 2008 في تخليصه من الأسر.
بعد الخروج من السجن انتخب السنوار عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس خلال الانتخابات الداخلية للحركة سنة 2012، كما تولى مسؤولية الجناح العسكري كتائب عز الدين القسام، وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي للحركة وقيادة الكتائب.
كان له دور كبير في التنسيق بين الجانبين السياسي والعسكري في الحركة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.
وأجرى السنوار بعد انتهاء هذا العدوان تحقيقات وعمليات تقييم شاملة لأداء القيادات الميدانية، وهو ما نتج عنه إقالة قيادات بارزة.
في مارس/آذار 2021، انتخب رئيسا لحركة حماس في غزة لولاية ثانية مدتها 4 سنوات في الانتخابات الداخلية للحركة.
تعرض منزله للقصف عدة مرات، إذ قصفته طائرات الاحتلال ودمرته بالكامل عام 2012، وخلال العدوان على قطاع غزة عام 2014، ثم خلال غارات جوية إسرائيلية في مايو/أيار 2021
لا تزال إسرائيل تتخبط في الرد على تحركات المقاومة الأخيرة، وهي تواصل قصف المدنيين في قطاع غزة بلا هوادة و تلوح بشن هجوم بري على القطاع، و تهدد باستهداف قادة حماس و في مقدمتهم السنوار نفسه، وهو تهديد اعتاده الرجل على كل حال.