قبل ستة وثلاثين عامًا من اليوم، في السادس والعشرين من شهر دلو، أدت صمود الشعب الأفغاني إلى هزيمة أعظم قوة في ذلك الوقت.
لقد تسببت نضالات الشعب الأفغاني من أجل الحرية في إلحاق هزيمة ساحقة بالجيش الأحمر السوفييتي، رغم كونه مجهزًا بأحدث الطائرات العسكرية والأسلحة المتطورة.
يقول محمد هاشم، أحد سكان ولاية بروان:
“عندما دخلت القوات السوفييتية السابقة إلى أفغانستان، تم تمكين حزبي خلق وبرتشم في البلاد، مما دفع الشعب المسلم في أفغانستان والمجاهدين إلى الجهاد ضد الملحدين والمحتلين الروس.”
يقول شاه محمد، أحد سكان بنجشير:
“بدأ الروس غزو أفغانستان، فقام الشعب الأفغاني في وجههم، وبمساعدة الله تعالى هزمنا الروس.”
لقد كانت غزو القوات الحمراء للبلاد حادثة مؤلمة للشعب، حيث استشهد أكثر من مليون أفغاني، وأصيب الآلاف، واضطر ملايين آخرون للهجرة.
يقول روح الله هوتک، خبير في شؤون السياسية:
“على الرغم من كل ذلك، كانت التصدي ضدهم أمرًا بالغ الأهمية، وكانت أشكال التصدي متنوعة. تم شن هجمات حرب العصابات من قبل الأفغان، حيث كانت هناك كمائن، وبدأت عمليات ضد الروس، وهذه العمليات كانت يجري في جميع أنحاء البلاد.”
بعض من الخبراء يعتبرون هزيمة الاتحاد السوفييتي السابق نتيجة للوحدة والتضامن والمعتقدات الدينية لشعب أفغانستان، ويقولون إن هذه الهزيمة كانت السبب الرئيسي في تحرير شعوب أخرى، خاصة دول آسيا الوسطى.
يقول سید مقدم امین، خبير في شؤون سياسية:
“أحد الأيام التاريخية للشعب الأفغاني التي كانت متوافقة مع القيم الوطنية والوحدة الوطنية، هو اليوم الذي حافظ فيه الشعب على وحدته في مواجهة تهديدات العدو أو غزوه، حيث قاوموا بهزيمة أعظم قوة في ذلك الوقت وأجبروها في النهاية على الفرار. يمكننا أن نعتبر هذا التحول من التحولات العالمية في القرن الواحد والعشرين، بالإضافة إلى كونه مصدر فخر للشعب الأفغاني.”
يقول عبدالصادق حمیدزوي، خبير في شؤون سياسية:
“كانت السوفييت تسيطر على معظم الدول في مجال نفوذها وتستفيد من مواردها لصالحها، وفي النهاية، عندما هزمت أفغانستان السوفييت، استعادت تلك الدول استقلالها عن السوفييت، وانفصل الاتحاد السوفييتي عن بعضه.”
هذا اليوم قد تم تسجيله في تاريخ البلاد كأحد الأيام المشرّفة، ويتم إحياء ذكرى تضحيات وبطولات وفداء شعب الأفغاني الكريم سنويًا.
على الرغم من أن الجيش الأحمر للاتحاد السوفيتي السابق غادر أفغانستان بعد فشله وهزيمته، إلا أنه ترك وراءه دمارًا ومعاناة كبيرة.