بعد أن أغلق الجانب الباكستاني معبر طورخم بحجة بناء منشآت، اندلعت اشتباكات بين القوات الأمنية الأفغانية والباكستانية.
ويقول بعض سكان طورخم إن القوات الباكستانية استهدفت خلال هذه الاشتباكات المنازل والمساجد والمتاجر والأسواق التجارية بشكل مكثف.
يقول عنايت الله، أحد سكان طورخم:
“إطلاق النار يستهدف منازلنا، أطفالنا، متاجرنا وحتى حيواناتنا، كما لم تسلم مدارسنا من القصف. إنهم يلحقون بنا الضرر بكل ما لديهم من قدرة، دون أي رحمة، وكأن هذه البيوت ليست لأناس فقراء. إنهم يمارسون علينا الظلم والقهر لقد هاجرنا من الحرب، والآن عدت إلى هنا”.
يقول فرهاد، احد سكان طورخم:
“إذا تقدمنا إلى الأمام، نجد أن مساجدنا قد دُمّرت، وكذلك العديد من منازلنا ومتاجرنا و تضرر سوق الزيوت بشكل كبير هنا في طورخم”.
كما يؤكد سكان طورخم أنهم يرغبون في العيش بسلام مع جيرانهم، ولكنهم يعتقدون أنه إذا تعرضوا للظلم، فمن حق المواطنين العاديين أن يقفوا جنباً إلى جنب مع القوات الأمنية والمجاهدين للدفاع عن أرضهم.
يقول الحاج نيك محمد، أحد كبار القوم في المنطقة:
“نقول لباكستان إنه ينبغي أن نحسن علاقاتنا كجيران، ونتعامل مع بعضنا البعض بخلق حسن، فالمسلمون إخوة ويجب ألا يحدث هذا. ولكن هذه المشكلات تأتي دائماً من الجانب الباكستاني، وإذا استمرت الأمور على هذا النحو، فسنضطر للدفاع عن أنفسنا”.
من جانبه، يقول سنغافور، أحد سكان طورخم:
“إغلاق هذا المعبر لم يحقق أي نتيجة إيجابية، بل تسبب في معاناة كبيرة للسكان. لقد رأينا بأعيننا كيف تضرر الكثيرون، فقد كنا نعيش هنا، لكن الحرب ألحقت الأذى بالكثيرين. هذا يحدث في أيام رمضان، وهذه المعارك أرهقت الأطفال وسكان المنطقة جميعاً”.
من جهتها، تؤكد السلطات المعنية بشؤون المهاجرين في ننجرهار أن الجانب الباكستاني استهدف الأماكن العامة خلال الاشتباكات، مما أدى إلى نزوح حوالي 1,500 أسرة من مناطقها الأصلية.
يقول قاري زاهد الله زاهد، مدير الشؤون المالية والإدارية في إدارة شؤون المهاجرين:
“نزحت حوالي 820 أسرة من منطقة غوركي، و450 أسرة من منطقة سوق طورخم، و60 أسرة من منطقة وادي البدُو، كما نزحت نحو 100 أسرة من منطقة نقطة تحصيل الرسوم حيث يسكن هنا أفراد من قبيلة شينواري”.
يأتي ذلك في وقت تكبد فيه التجار في كلا البلدين خسائر مالية فادحة جراء إغلاق معبر طورخم.
وفي يوم أمس، عقد التجار الأفغان والباكستانيون اجتماعاً بهدف إعادة فتح المعبر، لكنه انتهى دون أي نتيجة.