رسالة تهنئة من سماحة أمير المؤمنين شيخ القرآن والحديث المولوي هبة الله آخند زاده –حفظه الله – بمناسبة عيد الفطر المبارك
بسم ﷲ الرحمن الرحیم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده ﷲ فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا ﷲ وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد: فقد قال ﷲ تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)} [سورة الأعلى].
وعن ابن عباس رضی اللّٰه تعالیٰ عنهما قال: في آخر رمضان أخرِجوا صدقة صومکم فرض رسول اللّٰه ﷺ هذه الصدقة صاعاً من تمر أو شعیر أو نصف صاع من قمح علی کل حرٍ أو مملوكٍ ذکرٍ أو أنثی، صغیرٍ أو کبیرٍ. [رواه ابوداؤد]
وعنه قال: فرض رسول ﷲ ﷺ زكاة الفطر طهر الصيام من اللغو والرفث وطعمة للمساكين. [رواه أبو داود]
ــ إلى شعب أفغانستان المؤمن والمجاهد وإلى جميع مسلمي العالم!
السلام علیکم ورحمة ﷲ وبرکاته
أهنئ جميع الإخوة الأفغان ومسلمي العالم من أعماق قلبي بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك. أسأل الله تعالى أن يتقبل منكم الصيام، والقيام، والصدقات، والعبادات، والجهود، وصالح الأعمال. آمين يا رب العالمين.
أيها الأخوة الأعزاء! إن شهر رمضان شهر عظيم قد شرعه الله من أجل تزكية نفوس المؤمنين، وترويضهم على العبادة، وتحفيزهم على التقوى. وكل مسلم صام هذا الشهر مستوفياً لشروطه الواجبة فإننا نرجو من الله عز وجل أن يكون قد غفر له وطهره من الذنوب. إن شاء الله.
ومن الضروري الآن أن يجعل المسلمون التقوى شيمتهم وعادتهم، وأن يجتنبوا معصية الله جل جلاله، ويمتنعوا عن الكبائر، ولا يصرُّوا على الصغائر، فهذا هو طريق الفلاح، وهذه هي غاية حياة الإنسان’ وحقيقة العبودية لله تعالى.
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. [سورة البقرة: 183]
كما قال الله تعالى في موضوع آخر في القرآن الكريم: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْاٰنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدٰى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ… ﴾ [سورة البقرة: ١٨٥]
وقد ورد في الحديث الشريف أن: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) [متَّفق عليه].
أيها الإخوة المسلمون! هلموا لجدد عهدنا مع الله ونوثقه، بأننا لن نعصي الله تعالى ولن نتبع الشيطان، وأن ننقاد لشريعة الله جل جلاله، ونعيش حياتنا مثل عباد الله الصالحين والأخيار.
إذا أمعنا النظر في نعم الله تعالى، فسنحكم بأنفسنا أنه لا ينبغي أن نكون من زمرة عباد الله العاصين، ولا أن نسلك الطريق الذي يسخط الله جل جلاله، بل سنقهر أنفسنا ونترك سبيل الشيطان وأعوانه ونعتبر ذلك اتباعاً لعدونا. فهذا هو النجاة الحقيقية، نسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين للتقوى وحسن العبادة. آمين.
يقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [سورة الفاطر: 6]
أيها الأخوة المسلمون الأعزاء! إن العيد للمسلمين يوم فرح، وتجمع، ودعاء، وعبادة، وحسن تعامل فيما بينهم.
عن أنس قال: قدم النبي ﷺ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: “ما هذان اليومان؟” قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول ﷲ ﷺ: “قد أبدلكم ﷲ بهما خيرا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر”. [رواه أبو داود]
في يوم عيد الفطر يُمنح المسلمون أجور صيام شهر رمضان ويرضى الله سبحانه عنهم، في هذا اليوم يُتِمُّ المسلمون فريضة وعبادة عظيمة وبهذه المناسبة يفرح المسلمون ويتبادلون التهاني والتبريكات.
أيها الأخوة! إنها لنعمة إلهية عظيمة بأننا نحتفل بهذا اليوم في أجواء من الأمن والفرح، ففيما مضى كانت الجنائز تشيع في هذا اليوم، في هذا اليوم كنا نقصف، في هذا اليوم كانت تداهم منازلنا ونساق إلى السجون، أما اليوم – بفضل الله – تحول ذلك اليوم إلى يوم أمن ورفاهية، فلنحمد الله جميعاً ونشكره، ولنحافظ على هذا الأمن والسعادة، ولندعُ لجميع الشهداء الذين ارتقوا في هذا السبيل، سائلين الله تعالى أن يتقبل جهادهم وتضحياتهم واستشهادهم.
يقول الله تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [سورة ابراهیم:۷]
أيها الإخوة المسلمون!
– المسلمون كالجسد الواحد، جميعهم يشتركون في الألم والحزن.
يقول الرسول ﷺ: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”. [صحیح مسلم]
فاجتماعات العيد وتجمُّعاته توصل إلينا رسالة الوحدة والتآلف والاتفاق، تُعلِّمنا أن نفرح لفرح إخواننا المسلمين ونحزن لحزنهم، وإذا تعرض المسلمون لألم وحزن ومعاناة في أي بقعة من بقاع الأرض فإنه يجب علينا أن نشعر بآلامهم ونشاركهم في أحزانهم.
لقد قضى الأفغان سنواتٍ طويلةٍ في النزاعات والحروب، والآن –لله الحمد- قد منحنا الله فرصة عظيمة للوحدة والاتفاق، فلنستغِلَّ هذه الفرصة، ولنُعزِّز وحدتنا وتآخينا الذان هما سر نجاحنا وعزتنا، ولنكن حذرين ومتيقظين تجاه مؤامرات الأعداء، ولندافع عن نظامنا الإسلامي وحاكميتنا الشرعية في جميع الميادين بكل قوة، ولنحافظ على الأفغان مجتمعين تحت ظل هذا النظام.
ويقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [سورة الانفال:46]
ــ لله الحمد فقد استتب الأمن في أفغانستان بفضل الله جل جلاله ثم ببركة تضحيات مجاهدي الإمارة الإسلامية وجهودهم، وأصبح شبعنا يعيش في أمان أفضل من أي وقتٍ مضى، وينبغي ألا ننسى أن الأمن نعمةٌ إلهيةٌ عظيمةٌ، والتي تستوجب شكر الله تعالى عليها باستمرار.
يقول الله عز وجل: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ… ﴾ [سورة البقرة: 126]
فإبراهيم عليه السلام دعا لمكة المكرمة بالأمن أولاً، ثم سأل الله لها الرخاء والعمران، وهذا يدل بوضوح على أن الأمن نعمة إلهية عظيمة تسبق غيرها من النِّعَم.
كذلك، يجب أن ندعم مجاهدينا وقواتنا الأمنية بقوة؛ لأن ما ننعم به اليوم من أمن في جميع أنحاء أفغانستان إنما هو ثمرةُ جهود هؤلاء المجاهدين والأجهزة الأمنية التي يبذلونها ليل نهار، فقد أحبِطَت مؤامرات الأعداء، وأصبح الناس قادرين على السفر بحرية في جميع أرجاء الوطن، وصارت أرواحهم وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم مصونة، فيجب ألا ننسى كل هذا وأن نقدَّرهم على ذلك.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول ﷲ ﷺ: “من لم يشكر الناس لم يشكر ﷲ” . [رواه أحمد والترمذي]
ــ إن الإمارة الإسلامية كلَّفت جميع المحاكم بتطبيق الشريعة في ضوء الفقه الحنفي.
والله عز وجل يقول: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ… ﴾ [سورة المائدة: ٤٩]
ويقول الله تعالى في موضع آخر: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [سورة الجاثیة: ۱۸]
وعليه فإن محاكم الإمارة الإسلامية مُكلَّفة بأن تحكم وفق الشريعة المطهرة، وأن تقيم حدود الله عز وجل، فهذا كان من أعظم أهداف جهادنا وتضحياتنا.
ــ تسعى وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستماع الشكوى في إطار الإمارة الإسلامية إلى مكافحة جميع أنواع الفساد في أفغانستان.
يقول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ…﴾ [سورة الحج: 41]
ويقول تعالى في موضع آخر: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِﷲ ۗ….﴾ [سورة آل عمران: ١١٠]
إن محتسبي وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستماع الشكوى يسعون ويجتهدون في إصلاح الناس، ونتيجة ذلك انخفض مستوى المنكرات، والقضاء على جميع انواع الفساد في المجتمع من أعظم أهداف النظام الإسلامي، وعندما ينتهي الفساد تتحقق الرفاهية في حياتنا، وتصان كرامتنا، ويتذوق الناس طعم الاسلام، ونصبح موضع رحمة الله تعالى.
على جميع دوائر الإمارة الإسلامية وعامة الشعب أن يدعموا وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويتعاونوا معها باستمرار في مكافحة الفساد والقضاء عليه، حتى يكون مجتمعنا خالياً من الفتن والفساد، وحتى لا يقع أجيالنا القادمة ضحية الأفكار الهدامة والعادات السيئة والأخلاق الفاسدة.
كما يقع على عاتق العلماء الكرام مسؤولية القضاء على المفاسد المذكورة، والتعاون التام في تصحيح عقائد الشباب ومنع المنكرات وأداء واجبهم الشرعي في هذا الصدد، والعمل على تنفيذ قراراتنا التي صدرت مؤخراً بشأن العادات والتقاليد السيئة وتوعية الناس حيالها، حتى يتم القضاء على هذه العادات الضارة ويتم الحد من الإسراف وتلك التكاليف غير المبررة التي أجبرت مواطنينا على السفر والهجرة والغربة.
كذلك يقوموا بشرح جميع قرارات وقوانين الإمارة الإسلامية وخاصة قانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويحثوا الناس على تطبيقها وتنفيذها.
كما أن المؤسسات التعليمية في الإمارة الإسلامية مسؤولة بأن تولي اهتماما جاداً بإصلاح العقائد والأفعال في جميع المجالات التعليمية، وأن تعدل المناهج الدراسية بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، وأن تقوم بالتربية السالمة للشباب والجيل الناشئ.
يقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ..﴾ [سورة آل عمران: ۱۸۷]
ــ إن الإمارة الإسلامية إلى جانب تحقيق التقدم الديني، بذلت ولازالت تبذل جهوداً كبيرة من أجل إعادة إعمار الوطن وتعزيز القوة الاقتصادية للناس وفق الشريعة الإسلامية.
قال الله عز وجل: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ [سورة قریش: 3-4]
وقال النبي ﷺ: “إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ” [مسند أحمد]
ويقول ﷺ في مكان آخر: “خیرالناس من ینفع الناس”. [کنز العمال]
لقد بذلت الإمارة الإسلامية جهوداً في تنفيذ مئات المشاريع التنموية الكبيرة والصغيرة كل عام من أجل تحقيق التنمية وإعادة الإعمار، وتعبيد الطريق الرئيسية بين الولايات، وتوسيع مجال التجارة مع العالم وزيادة مستوى الصادرات، بالإضافة إلى منح اهتمام خاص للتجارة والصناعة، ولله الحمد فقد تحقق تقدم ملحوظ في هذا الصدد، ومع بدء المشاريع التنموية الكبرى واستخراج المعادن وتوزيع الأراضي الواسعة على التجار والصناعيين؛ يتم السعي إلى تقليل نسبة البطالة وتحسين الوضع الاقتصادي للناس. هذه الخطوات تتطلب المزيد من الاهتمام والإخلاص والسعي والجهد من الهيئات المعنية في الإمارة الإسلامية حيث يجب عليها القيام به، كما أنها بحاجة إلى حماية شاملة ودعم واسع من قبل الشعب ويجب ألا يتاونى في ذلك.
على شعبنا ألا يصدق تلك الدعايات التي تروج لها المنظمات الاستخباراتية والدوائر المغرضة والتي تبث اليأس وتبعث بالقلق من الفقر والمشاكل الاقتصادية في نفوس الناس.
يقول الله عز وجل: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ …﴾ [سورة البقرة: ٢٦٨]
ويقول الله في مكان آخر: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ…﴾ [سورة التوبة: ۲۸]
إن الإمارة الإسلامية بتوفيق الله عز وجل تبذل قصارى جهودها في تحسين عيشكم.
ــ تريد الإمارة الإسلامية أن تكون لها مع العالم الإسلامي علاقات حسنة وقوية مبنية على الأخوة الإسلامية.
يقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ…﴾ [سورة الحجرات:١٠]
كما تريد أيضاً أن تكون لها علاقات حسنة ومفيدة مع بقية الدول بحيث تكون مبينة على الضوابط الإسلامية.
ونطالب جميع الجهات بأن تحترم معتقدات وقيم شعب أفغانستان، وألا تتدخل في شؤوننا الداخلية، وألا تحول دون أمننا واستقرارنا وتقدمنا.
ــ قضية فلسطين قضية العالم الإسلامي برمته.
يقول الله عز وجل: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا﴾ [سورة النساء: ۷۵]
إننا ندين بشدة غارات وهجمات الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني المظلوم والأعزل، ونعتبر ذلك ظلماً كبيراً وعدواناً وحشياً، وندعم المطالب المشروعة لشعب فلسطين، ونطالب العالم الإسلامي بأن يدافع عن الفلسطيين بقدر وسعه، حتى يتمكنوا من استعادة حقوقهم المغتصبة، ويتخلصوا من ظلم وعدوان الكيان الصهيوني الغاشم، وينتهي الظلم والجبروت.
ــ بما أن أيام العيد أيام خير وصدقة، فإننا ندعو جميع الموسرين والأغنياء من المواطنين بألا ينسوا إخوانهم الفقراء والمحتاجين.
فالله عز وجل يقول: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ [سورة الدهر: ۸-9]
ساعدوا إخوانكم المسلمين بقدر وسعكم، خاصة أسر الشهداء، والأيتام، والأرامل، والمعاقين، أدخلوا السرور إلى بيوتهم في أيام هذا العيد ولياليه ومدوا إليهم يد العون، والإمارة الإسلامية أيضاً تسعى من خلال إداراتها المعنية بأن تساعد الفقراء وأن توفر لهم الطعام وسبل العيش.
في الختام أهنئ جميع إخواني المسلمين وأبارك لهم حلول عيد الفطر المبارك، وسأل الله لكم عيداً مليئاً بالأمن والسعادة، وأن تقضوا أيام هذا العيد مع أقاربكم وأحبابكم في سعادة وعبادة، وأرجو منكم جميعاً أن تدعوا لي بالصلاح والاستقامة؛ لأنه قد ورد في كتب الفقه بأنه “ويجب أن يدعى له بالصلاح” أي: للإمام.
وأن تدعوا كذلك لجميع مسؤولي الإمارة الإسلامية بالاستقامة، والصبر، والتحمل، وتطبيق الشريعة، وحسن الخدمة، وأن تدعوا لجميع المسلمين بشكل عام، وأنا أدعو لكم كذلك. أسأل الله أن يتقبل منكم الصيام والقيام وجميع صالح الأعمال. آمين يا رب العالمين.
والسلام علیکم ورحمة ﷲ وبرکاته
أمير المؤمنين شیخ القرآن والحدیث مولوي هبة ﷲ اخندزاده -حفظه ﷲ تعالی-
27 رمضان 1446 هـ ق
۷/۱/۱۴۰۴هـ ش ــ 2025/3/27م