ژوندۍ
ژوندۍ
spot_img

وروستی خبرونه

السابع من ثور يوم أسود في تاريخ أفغانستان وبداية لعصر المآسي والدماء

في السابع من شهر ثور عام 1357 هجري شمسي، بدأ حزب الديمقراطيك خلق أفغانستان انقلابًا عسكريًا ضد الحكومة القائمة آنذاك.

صباح ذلك اليوم، تعرض قصر الرئاسة لهجوم بري وجوي، ما أدى إلى مقتل الرئيس محمد داوود خان وثمانية عشر فردًا من عائلته، واستولى نور محمد تره كي على السلطة.

يعتبر عدد من الخبراء هذه الانقلاب بداية لأيام حالكة في تاريخ أفغانستان، حيث لم يجلب للبلاد سوى القتل وسفك الدماء والفقر والهجرة وعدم الاستقرار.

يقول احد الخبراء في الشؤون السياسية:

“بعد هذه المأساة في السابع من ثور، تهيأت الأرضية لتدخل دول الجوار والقوى الكبرى الأخرى، مما أدى في النهاية إلى اضطرار ملايين الأفغان لمغادرة وطنهم، كما خسرنا ما كنا نملكه من بنى تحتية”.

وصرح خبير آخر في الشؤون السياسية:

“بدأ السابع من ثور بانقلاب دموي، وكان بمثابة نقطة تحول في تاريخ البلاد، وقد كان هذا الانقلاب مليئًا بالخداع والمكر وسفك الدماء، وتم تحقيقه بشكل مفاجئ”.

يوضح محمد آغا ذكي، الذي لا يزال يعمل في إذاعة وتلفزيون أفغانستان الوطني، إن صباح السابع من ثور، شن أسلم وطنجار، قائد القوات الجوية، هجومًا على قصر الرئاسة خلافًا للتوقعات انهار النظام الجمهوري، واستولى حزب الديمقراطيك خلق افغانستان على السلطة، وتم بث بيانهم من استوديوهات إذاعة كابل.

ويضيف محمد آغا ذكي، مذيع إذاعة أفغانستان الوطنية:

“لأول مرة من هذا المكان تم الإعلان عن أن أسرة علي يحيى – أي داوود خان وظاهر خان قد أُسقطت إلى الأبد، وتم تدمير هذا النظام بالكامل، وحلّت مكانه اللجنة المركزية لحزب خلق الديمقراطي، والمجلس الثوري السياسي الطارئ، ومجلس الوزراء، لتتولى السلطة السياسية”.

غلام حسين إبراهيمي، أحد ضحايا ظلم تلك الحقبة والذي دُفن نحو عشرة من أفراد عائلته أحياء، يقول إن خلال المواجهات التي أعقبت انقلاب حزب خلق، قُتل نحو ألفي مدني وعسكري، وشُرّد ملايين آخرون.

ويشهد غلام حسين إبراهيمي قائلاً:

“الناس الذين كان لهم مكانة بين قومهم، وكانوا يُعرفون الناس الذين كانوا ذوي مكانة ومقام بين قومهم والخدمة، لم يكن يُسأل آنذاك هل هو بشتون أم تاجيك أم هزاره أم إيماق، بل حتى الهندوس تم استهدافهم”.

من جانبها، قالت إمارة أفغانستان الإسلامية بشأن السابع من ثور إن الانقلاب العسكري الذي نفذته القوات الشيوعية ضد الحكومة آنذاك مهّد الطريق لغزو الشيوعيين لحرمة شعب أفغانستان المسلم، وكان الهدف فرض الأيديولوجية الشيوعية على الناس.

وصرّح حمد الله فطرت، نائب المتحدث باسم الإمارة الإسلامية:

“قبل 47 سنة، في السابع من ثور سنة 1357 هجري شمسي، حدث انقلاب عسكري من قِبَلِ جيوش الشيوعية ضد الحكومة آنذاك، مما مهّد الطريق لغزو الحمى الإسلامي لشعبنا، وكان الهدف جعل أرض أفغانستان مستعمرة لهم وتحويل شعبها إلى عَبِيْد، وفرض الفكر الشيوعي عليهم”.

والجدير بالذكر أن في السابع من ثور، أسقط حزب الديمقراطيك خلق افغانستان حكومة سردار محمد داوود خان، مما أدى لاحقًا إلى الخلافات بين نور محمد تره كي وحفيظ الله أمين، وتسبب ذلك في التدخل السوفييتي في أفغانستان.

وبعد سنوات من الفوضى، تمكن المجاهدون في الثامن من ثور عام 1371 هجري شمسي من الانتصار، وتكبد الجيش الأحمر السوفييتي الهزيمة