قال رئيس الإذاعة الوطنیة و التلفزيون الأفغاني القاري محمد يوسف أحمدي في كلمته خلال حفل إحياء الذكرى الثانية و الثلاثين لانتصار المجاهدين الأفغان علی النظام الشیوعي في قاعة الاجتماعات في مقرِّ التلفزيون الوطني: إن التلفزيون الوطني باعتباره وسيلة إعلامية وطنية، يحتفل باستمرار بالأيام الوطنية و التاريخية و الثقافية، و یسعی إلی توعیة الشعب الأفغاني بقيمة مثل هذه الأیام المُهمَّة.
شارك في هذا الحفل وزیر الحج و العمرة بالنیابة الشیخ نورمحمد ثاقب و وزير شؤون اللاجئین و العائدين بالنیابة خلیل الرحمن حقاني و العدید من کبار مسؤولي الإمارة الإسلامي و أضاف في كلمته التي ألقاها أمام قادة الإمارة الإسلامية، حیث قال السید محمد یوسف أحمدي خلال کلمته: إننا سُعداءٌ للغایة حیث نحتفل بيوم انتصار المجاهدين الأفغان (الثامن من شهر ثور)، في حالٍ یتمتَّع بلادنا بحریةٍ و استقلالیةٍ تامة، و تَسیر أشغال الحوکمة بشکل منتظم و شمَّر أبناء الحقیقیین للوطن لإعادة بناءه، و إنه لمِن دواعي السرور حیث أجدُ نفسي في الاجتماع الذي شارك فيه قادة الجهاد الإسلامي ضد الاحتلال السوفيتي، و هم دعائم النظام الإسلامي الراهن، و أردفَ قائلًا: و الله أسألُ لهم توفیق الإرادة الجادة و الحدیدیة و المزید من تقدیم أفضل الخدمات.
و أشادَ السيد أحمدي بالتضحيات الجسيمة التي قدمتها الشعبُ الأفغاني طيلة مدة الجهاد، حيث قال:
في هذا الجهاد المقدَّس قدَّم العلماء الأجلاء و زعماء العشائر و الکوادر المتخصصین دمائهم الزكية، كما قدَّمنا قوافل لمئاتِ الآلاف من الشهداء من الشباب و تمَّ تدمیر بلادِنا، و لکنْ بحمدِ لله ـ عزوجلَّ ــ نجحنا في نَیلِ الحرَّیة، و تمکنا من سحب قوات الاحتلال من أراضینا و هم صاغرین.
الفضل یرجع إلی عون الله ــ عزوجل ــ و الإيمان الراسخ و صمودنا حيث وُفِّقنا أن نتغلَّب علی عدونا.
و نسأل اللهَ عزوجلَّ: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾.
و أضاف في کلمته؛ ما دُمنا لم ننقطِع علاقتنا مع الله ــ عزوجل ــ، فالنجاح رفیق دربنا حیث یقول الله عزوجل: ﴿وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
و صرَّح السید أحمدي بأنَّ الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال السوفیتيِّ قد ترك أثرًا على ثقافتنا الأفغانية، حیثُ قال: لقد تأثرت ثقافتنا بجهادنا في سبیل الله، فضلًا عن فوائده الجسیمة الأخری و منها: أننا سمَّینا أبنائَنا بأبطال ثوراتنا، و لازالت نداءاتُ التکبیر تعلُو من اجتماعاتنا، (الله أکبر).
هذه النِّعم كلها ببرکة تقدیم التضحیات الجسیمةِ التي قدَّمناها في سبیل الله حیث يتولی العلماء و المصلحون زمام الحکومة و یجب أن نشکر علی هذه النعمة و أن نقوم بأداء الشکر علیه.
قال تعالی: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾.
في تلك الحقبة الزمنیة کان واجبنا إقامة الدولة الإسلامية، و أما واجبنا الآن أن نحافظَ علیها.
یجب علی شعبنا الغیور و المسؤولین الحکومیین أن یسعوا إلی الحفاظ علی هذه الحکومة الراهنة بکل ما یملکون من الغالي و الثمين.
هذا سیکون وعدنا مع الله ــ عزوجل ــ أننا لن نستسلم أمام ضغوطات الأجانب و لن نقبل بطلباتهم.
الرب الذي رزقَنا النجاح، قادرٌ علی أن یحافظنا أیضًا. قال تعالی: ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾.
و قال في كلمته الختامية: إن الاحتفالَ بمثل هذه الأیام هو بمثابة تذكير و إحياء بتاريخ أجدادنا بكل فخر، و يهدف إلى إلهام و تشجیع الشباب للسير على خطاهم، و التلفزيون الوطني، باعتباره وسيلة إعلامية وطنية، سيحتفل باستمرار بالأيام الوطنية و التاريخية و الثقافية، و سیسعی إلی توعیة الشعب الأفغاني بقيمة مثل هذه الأیام المهمة.
و بدوره قال وزیر الحج و العمرة بالنیابة الشیخ نورمحمد ثاقب خلال کلمته التي ألقاها في هذا الاجتماع المنعقد: لقد دافع الشعب الأفغاني علی دین الله ــ عزوجل ــ و أطاحوا بنظام شیوعي الذي کان یسوده و یدعمه الاتحاد السوفياتي و حرَّروا بلادهم من براثن الشیوعین الغاشمین.
و أضاف السید نور محمد ثاقب: الإمارة الإسلامية حافظت علی قیم الجهاد و نجحت في تحقيق أمنیات الشهداء و تمکنت من إقامة النظام الإسلامي المستقل في البلاد.
و قال وزير شؤون اللاجئین و العائدين بالنیابة خلیل الرحمن حقاني في كلمته خلال حفل إحياء الذكرى الثانية و الثلاثين لانتصار المجاهدين الأفغان علی النظام الشیوعي: أن النساء و الأطفال قدموا أعظم التضحيات في فترتي الجهاد الأخيرتين، وشدد السيد حقاني على أنه لا ينبغي إخفاء التاريخ المشرف للجهاد الأفغاني وينبغي الاعتراف به.
و أضاف السید خليل الرحمن حقاني: ینبغي للشعب الأفغاني أن یقوم بشکر النظام الإسلامي الراهن و أن یعمل معًا لتوحید و استدامة النظام الإسلامي و أردف قائلًا: لقد أطاح المجاهدون الأفغان بالاتحاد السوفياتي
و سیعمل هذا الشعب مشترکًا لتنمیة البلاد و تطویره في مختلف القطاعات.
و اختتم هذا الحفل بالدعاء الصالح لنائب وزير الإعلام والثقافة السید سعد الدين سعيد.