ژوندۍ
ژوندۍ
spot_img

وروستی خبرونه

نبذة مختصرة عن حياة أمير المؤمنين المرحوم الملا محمد عمر المجاهد مؤسس الإمارة الإسلامية

ولد أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد _رحمه الله _، ابن المولوي غلام نبي، عام 1339 في قرية شاه همت بمديرية خاكريز التابعة لولاية قندهار، في بيت متواضع و ترعرع في عائلة دينية و علمية.

بعد مرور عامين على ولادة الملا محمد عمر المجاهد، انتقل والده من منطقة خاكريز بولاية قندهار إلى منطقة دند في هذه الولاية و مكث فيها حتى نهاية حياته و كان يقوم بتعليم العلوم الدينية لسكان هذه المنطقة. وبعد وفاة والده انتقل سماحة أمير المؤمنين من منطقة دند قندهار إلى منطقة دهرود بولاية أوروزجان عندما كان عمره خمس سنوات فقط، فربَّاه أعمامه و تحمل مسؤولية إعالة أسرته في وقت مبكر.

التعليم والتربية:

التحق أمير المؤمنين الراحل الملا محمد عمر مجاهد بمدرسة ابتدائية دينية في الثامن من عمره في منطقة شهر كهنة بمديرية دهراويد ولاية أوروزجان. أكمل السيد المجاهد الملا محمد عمر بنجاح المرحلة الإبتدائية والثانوية و تلقي علومه الإسلامية في هذه المدرسة و في سن 18 عامًا من عمره، بدأ دراساته العليا في أفغانستان، لكن لم يكمل دراسته و أصبح شيخ القرية قبل الإنضمام إلى المجاهديم و قتال الاحتلال السوفياتي عام 1357 (ه ش) بسبب الحكم الشيوعي في أفغانستان.

الجهاد والنضال:

لم يكن أمير المؤمنين الراحل الملا محمد عمر المجاهد، قد أتم الثلاثين من عمره عندما وصل الشيوعيون إلى السلطة في أفغانستان عبر انقلاب عسكري. وكان هذا هو الوقت الذي وجد فيه جميع طلاب الدراسات الدينية في البلاد، مثل الزعيم الراحل الملا محمد عمر مجاهد، أنه من المستحيل مواصلة دراستهم، لأن المواجهة الأولى للشيوعيين الملحدين في جميع أنحاء البلاد كانت مع العلماء والطلاب و الشعب المسلم. ولهذا السبب فضل أمير المؤمنين الراحل الملا محمد عمر المجاهد ترك دراساته العليا الدينية و التحق بالجبهة الجهادية من المدرسة للقيام بمسؤوليته الشرعية.

و بدأ السيد الملا محمد عمر -رحمه الله- حركته الجهادية من منطقة دهراوود بولاية أوروزجان. و بعد قضاء بعض الوقت في هذه المديرية، ذاع سيطه على مستوى ولاية أوروزجان باعتباره أبرز شخصية جهادية مقتدرة و تمكن من أن يقوم بدور بارز في العمليات العسكرية المختلفة ضد الشيوعيين في مختلف المعارك من هذه المحافظة. وقد شارك أمير المؤمنين المرحوم الملا محمد عمر المجاهد مع القادة الميدانيين من منطقته لمدة أكثر من ثلاث سنوات في العديد من الحروب المباشرة ضد الشيوعيين والروس المحتلين. وبعد توسع أفق نشاطه الجهادي، واصل الجهاد المسلح برفقة من أصدقائه من المجهادين ضد القوات المحتلة والشيوعيين.

وفي ولاية قندهار، وبسبب دوره الناجح و البارز و الريادي في العمليات الجهادية وسمعته وقدرته الجيدة في التكتيكات العسكرية، أصبح مثيرا للاهتمام لدى الحركات الجهادية في ذلك الوقت، وتم تكليفه بالمسؤولية المستقلة للجبهة الجهادية و كان يتولى قيادة مجموعة مسلحة من المجاهدين، و أمضى زعيم الإمارة الإسلامية الراحل فترة الجهاد ضد القوان الروسية قائدا لمجموعة من المجاهدين، و أصيب أمير المؤمنين الراحل الملا محمد عمر المجاهد أربع مرات في عمليات جهادية مباشرة مع الروس، فقد عينه اليمنى خلال الجهاد ضد الاحتلال السوفياتي مابين 1989-1992 للميلاد .

محاربة الفساد و نشأة الإمارة الإسلامية:

بعد سقوط النظام الشيوعي، وبدلاً من إقامة النظام الإسلامي، و بدلا من أن تحقق أمنيات الأمة المجاهدة؛ بدأت الحروب الأهلية بين قادة المجاهدين آنذاك. ونتيجة لمؤامرة منتظمة، يتم إضعاف المجاهدين الحقيقيين أو إزاحتهم من المشهد، ويقف الشيوعيون إلى جانب بعض قادة المجاهدين السابقين، و كان المطلوب أن يتم محاكمة هؤلاء الشيوعيين و عملاء الروس في المحكمة، لكن وقف هؤلاء القادة من المجاهدين بجانب الشيوعيين و أعلنوا عن دعمهم لهؤلاء القادة من المجاهدين كما حاول البعض الآخرون سرقة و نهب أموال المواطنين. وكانت أرواح و ممتلكات و أعراض المواطنين المؤمنين مهددة في كل لحظة و معرضة للخطر، وتم وضع الحواجز التعسفية على الطرق.

وتعرضت الثروات الوطنية و المادية والروحية، والغنائم الجهادية، وحتى غابات البلاد ومناجمها للنهب دون أية شفقة. لم يكن المجاهدون الذين خاضوا الجهاد لمدة أربعة عشر عامًا يواجهون خطر خسارة ثمار جهادهم فحسب، بل كانت حياتهم مهددة و معرضة للخطر في كل لحظة. ولهذا السبب، بدأ المجاهدون الحقيقيون العمل على حماية أرواح المسلمين وممتلكاتهم و محاربة الفسادو عقدوا اجتماعهم الأول و تبادلوا فیه وجهات نظرهم.

و بعد عقد العديد من الاجتماعات و جمع آراء و مقترحات رفاقه، لقد وضع أمير المؤمنين الراحل الملا محمد عمر مجاهد بذرة هذا التنظيم عام 1994 للميلاد، ومن أجل محاربة الفساد، بدأت الحركة الإسلامية نضالها تحت قيادة أمير المؤمنين الراحل الملا محمد عمر المجاهد، الذي لقي ترحيبا حارا من قبل الشعب والمجاهدين الحقيقيين.

في البداية، قاموا بتطهير ولاية قندهار، ثم العديد من المناطق في أفغانستان من وجود المسلحين.

وفي ذلك الوقت، عندما كانت معظم مناطق البلاد تحت سيطرة الإمارة الإسلامية، في الخامس عشر من ذي القعدة عام 1416هـ، عقد اجتماع عام للعلماء شارك فيه حوالي 1500 شخص عام 1996 (أوائل أبريل) اجتماعاً في ولاية قندهار، وانتخب بالاجماع أميراً لحركة الإمارة الإسلامية آنذاك، و لُقّب بأمير المؤمنين.

وفي الشهر السادس من شهر ميزان من عام 1375م، وقعت كابول عاصمة أفغانستان تحت سيطرة الإمارة الإسلامية، وبعدها أصبح 95% من أراضي أفغانستان، بما في ذلك جميع المناطق الوسطى والشمالية، تحت حكم الإمارة الإسلامية.

نشأت إمارة أفغانستان الإسلامية بقيادة الملا محمد عمر المجاهد و أعلن نظامًا قائمًا على مبادئ الشريعة.

و بعد انقطاع طويل، أظهر مرة أخرى نموذجا حيا للنظام الإسلامي للعالم وأنقذ البلاد من التفكك و تمكن من توفير أمن و استقرار الذي لا مثيل له في تاريخ أفغانستان.

المرض والوفاة:

هذا الزعيم المجاهد المناضل ومؤسس الإمارة الإسلامية أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد _رحمه الله _، بعد عمر من الجهاد والدعوة والإصلاح والتضحية والنضال في سبيل الله، في الرابع من ثور 1392 (ه ش) بسبب المرض الذي أصابه، ودع الدنيا الفانية و انتقل الى جوار ربه المغفور له بإذن الله _عزوجل _.

إنا لله و إنا إليه راجعون!